الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013



بعض الإرشادات الخاصة بالطريقة المثلى لتعلم المقامات:

أ- تعلم أحكام التلاوة و التجويد. فأهمّ شيء في البداية ضبط قواعد التجويد.

ب- ابتعد عن الترجيف بصوتك أو الترقيص أو الترعيد ولا تموج بصوتك بصورة غير طبيعية .

ج- حافظ على وحدة الإيقاع فلا تسرع تارة فتبطأ أخرى ولا ترفع صوتك أو تخفضه بشكل مفاجئ بل عليك بالتدرج في ذلك .

د- احفظ مفتاح المقام المعني و حدد مقاما معينا ولا تخلط المقامات الا المقامات المتلائمة بعضها مع بعض و بعد حفظ المفتاح على نفس النغم اجعل هذا النغم يسيطر على كيانك ثم بعد ذلك إذا قرأت القرآن فتجد نفسك لا شعوريا تقرأ على نفس المقام.

هـ- استمر على قراءة القرآن عدة أيام و على نفس المقام و ستجد أنك تعودت على هذا المقام جرب و احكم.



التلاوات القرآنية من جهة السرعة

نقرأ القرآن الكريم من ناحية السرعة بثلاثة طرق وهي :

أ- التحدير:

هي قراءة سريعة جداً يستطيع بواسطتها أن يقرأ القرآن في 15 ساعة طبعاً إذا كانت التلاوة من دون توقف وهذه القراءة يستفاذ منها في قراءة القرآن في ليالي القدر وبسبب السرعة تحذف أو تخفف منها بعض القواعد التجويدية.

ب- التدوير:

أو الترتيل: هي القراءة المعتمدة في مجالس ختم القرآن وايضا هي طريقة الحفاظ وقرائتهم المفضلة ونستطيع أن نختم القرآن بهذا الأسلوب في 30 ساعة مثل ختمات القرآن المرتلة لبعض القراء.

د- التحقيق:

وهي أبطأ من سائرالقرائات : لها طمأنينة خاصة وتؤدى فيها كل القواعد التجويدية مثل الجلسات القرآنية الخاصة التي تعقد للقراء والأمسيات القرآنية. وايضا تسمى القراءة التعليمية وبواسطة هذه القراءة نستطيع أن نقرأ القرآن في 60 ساعة وتبين في هذه القراءة جميع الأحكام التجويدية وتُقرأ ببطء شديد.


الطرق اللحنية لقراءة القرآن الكريم


هناك طرق لحنية أربعة وتسمى بالقراءات اللحنية وهي:

أ- القراءة الموسعة: وهي التي تُقرأ بمقام واحد من بدء التلاوة وحتى الختام فلو بدأنا بمقام البيات نقرأ القرار والجواب وجواب الجواب بنفس المقام. وتسمى هذه القراءة بالفارسية " مبسوط خوانى".وممکن في هذه الحالة ان يکون الأداء مملَّ وتمُجّه الأذن .

ب- القراءة التركيزية: هي التي نجعل للتلاوة فيها مقاماً واحداً نجعله أساسأً لقراءتنا ونخرج منه حسب الضرورة ثم نعود إليه مرة أخرى وهكذا يتكررالخروج حسب ما اقتضته المعاني ولحنه وطرق تركيبها فمثلاً نبدأ بالتلاوة في مقام البيات وعندما نستمر بالقراءة شيئاً قليلاً تأتينا آية تتحدث عن العذاب والظلم والنار وغيرها من المعاني ونحن نعلم أن هذه المعاني يجب أن تُقرأ بمقام الصبا، إذاً نخرج من البيات إلى هذا المقام "الصبا" ثم نعود إلى البيات وبعد مضي آيات من الذكر الحكيم نخرج من البيات إلى العجم ونعود إلى البيات أيضاً . إذاً سيكون الأساس في قراءتنا هو مقام البيات وباقي المقامات تكون فرعية . ومن أمثلة القراء الذين يتلون تلاوة تركيزية الشيخ راغب مصطفي غلوش وأساس قراءته مقام الرست وأكثر القراء الذين يتلون تلاوة تركيزية يكون أساس قراءتهم في مقام الرست والبيات والنهاوند وذلك لسعتهما.

ج- القراءة المتنوعة: قراءة يُقرأ فيها أكثر من مقام واحد والمقام يُقرأ بمراحله الثلاث وبعد إتمامها ينتقل للمقام الآخر.

د- القراءة التركيبية: هي القراءة المشتملة على حالتين وهما: 1- المتجانسة التركيبية: ولها حالتان وهما:اولاً: في هذه القراءة يستفاد من عدة مقامات، عدة أنغام ولكن لا تُقرأ هذه الأنغام بصورة كاملة حيث نقرأ المقام المعين لكننا نجري بعض الأعمال عليه لننتقل لمقام آخر ، هذه تسمى التركيبية. أما المتجانسة ففي فروع كل مقام هناك اتصالات تتصل لا إرادياً بسائر المقامات حيث إذا قرأنا لحناً معيناً فختام هذا اللحن تطلب الذهاب إلى اللحن الفلاني هذا الترابط اللاإرادي هوالحالة الأولى من القراءة المتجانسة التركيبية كمثل الصبا عندما يُقرأ بعده العجم.

ثانياً: عندما نقرأ مقاماً معين ولأجل الخروج منه يجب قراءة لحن يسمى بالرابط،وهذا الرابط يربط بين المقام الأول والمقام الثاني المراد قراءته فعلى سبيل المثال مقام الصبا لاأستطيع ربطه مع السيكا إلا إذا كان هناك رابط لحني يربط بين المقامين يسمى "الرمل".

2- المتماثلة التركيبية : عندما نقرأ القرآن فمثلاً نبدأ بالبيات فمن القرار إلى الجواب وننتقل عبره إلى جواب مقام آخر شبيه بجواب البيات كالرست مثلاً.
اشياء هامة 2

4- يختلف القراء في قراءتهم للمقامات ، فهم وإن اتفقوا عليها وعلى مسمياتها إلا أن لكل قارئ طريقته الخاصة به عند الصعود والنزول.

5-المقام الصوتي : المقام الصوتي هو الطابع الموسيقي الذي يمتاز به صوت معين و المقام هو الأساس الذي تبني عليه الألحان .

6- السلم الموسيقي : يعني درجات ارتفاع الصوت أو انخفاضه بشكل منسق متدرج منتظم فّإذا ما تم القفز عن درجة ما فإنه يصبح صوت ناشز .( صوت النزول )

7- النشاز : يعني الخروج من مقام إلى آخر غير متناسق مع المقام الأصلي . وهو غير مريح للأذن المستمعة.

8- المعرف: هو لحن ابتدائي لكل نغمة ومقام ويمهد لنا الطريق للقراءة بالمقام كاملاً وبواسطته نشرع بقراءة المقام بمراحله الثلاث .

9- قراءة القرآن بطريقة فنية وأصولية لا تكون ضداً مع الروحانية والمعنوية التي يحملها القرآن الكريم ويُحتمل أن يقول البعض: هذا لأنه كلام الله إذا وضعنا الأصول الفنية عليه يمكن أن يواجه الروحانية والروح المعنوية للقرآن الكريم. هذا القول ليس بصحيح، فمثلاً تصوروا أن خطاطاً يعمل في فن الخط ويريد أن يخط القرآن لا يستطيع أن يقول: لأنه كلام الله أنا لا أراعي القواعد بحذافيرها. ونحن نرى أن الخطاطين الذين يجيدون القواعد للخط عند كتابتهم للمصحف الشريف هم الأفضل في هذا المجال وهذا لا ينافي القدسية للقرآن الكريم إنما هو دائماً العلم بموازاة الإيمان وإذا أردنا الفصل بينهما سنواجه الصعوبات والمشاكل.

10- عند قراءتنا لأية نغمة من النغمات يجب علينا أن نريح الصوت عند قراءتها وذلك بخفض الطبقات الصوتية ، هكذا الهبوط الذي سيكون ذا جاذبية لدى المستمع.


اشياء هامة

1- إننا نتعلم هذه المقامات لنطبقها على الآيات المناسبة لها ولمفاهيم الفرح والحزن و...

2- هناك ثلاث مراحل لكل مقام وهي:

القرار: وهو انخفاض في عدد اهتزاز النبرات الصوتية و قد يعني عرفا الجواب الموسيقي ( و هو يبدو واضحا في بداية القراءة عند القراء ).

الجواب: و هو ازدياد نسبي في عدد اهتزاز النبرات الصوتية و قد يعني عرفا.

السؤال الموسيقي..و قد يعني صوتا يوحي بعدم اكتمال الحدث أو القصص .

جواب الجواب: هي أعلى طبقة صوتية قد يصل لها القارئ بعد الجواب.

3- تُجمع المقامات في كلمة "

صُنِعَ بِسَحَر" أو " صُنِعَ بِسِحر"، فالصاد يرمز لمقام الصبا ، والنون للنهاوند ، والعين للعجم، والباء للبيات، والسين للسيكا، والحاء للحجاز، والراء للرست.

الاثنين، 30 ديسمبر 2013



مقام السيكاه :


مقام السيكاه او السيجاه من المقامات المشهورة وهو مقام العشاق , والسيكاه جملة مركبة من كلمتين فارسيه، الاولى سه بمعنى ثلاثة والثانية گاه ومعناها مقام ، وهو في الأصل مقام عربي ويرجع الى العراق وسمّاه المسلمون الفرس بهذه التسمية فهو مقام يمتاز بالبطء و الترسل و يدخل في عمق القلب ليفتح آفاقه للنظر في أحكام الآيات القرآنية.ويملك نوعا من الأثارة والهيجان و التطريب ... السيـﮕـا يستخدم في الموضوع الذي يطرح بقوة وبأمر، وهو لتوجيه النصائح والإنتباه والأنذار… أحلى من قرا السيـﮕـا بنظري هوالشيخ الشحات محمد انور واحمد شبيب و متولي عبدالعال ، وفي ذورة السيـﮕـا أجمل شيئ عندما تأتي النصيحة حيث يتضح تحرکه وجماله عندما تطابقه مع الواضيع المختلفة اللتي تمتلك نوعا من الأثارة والهيجان کما اشرنا سابقا ويستخدمه كثير من القراء بكل براعة ومن اشهرهم الشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ محمد صديق المنشاوي ... وهو ايضا مشهور في الترتيل واغلب القراء الکبار ينتقلون بعد الرست اليه ثم الي العجم وبالعکس... وفي التواشيح والإنشاد يستخدم کثيرا،خاصة في اناشيد الأفراح والأعراس وذلك لانه کما عبرنا عنه« مقام العشاق» ومنشدوا الشام يبدعون فيه وبالتحديد في التواشيح و اناشيد الأفراح ..

اضغط هنا لاستماع التلاوة

اضغط هنا لاستماع الموشح


مقام العجم :

هو مقام الملوك والعظماء وهو نغمة تدل على التعظيم والقوة والرفع من قدر الشيء .. وهو نمط الأعاجم ويسمى عند الغربيين ( الماجير أو الماجور Majeur ) وهو أساسي في النغمات العربية وقد استعمله اهل المشرق كالعرب والفرس والهنود والترك وابدعو فيه ايما ابداع , ولكل قطر من المشرق له طابعه الخاص ..

طبعا نغمة العجم نغمة فرحة فيها استبشار وتهنئة واضحة وهي من اجمل المقامات ولها مکانة واسعة في القرائة وفي الموشحات الدينية والاناشيد الاسلامية و تستخدم في الآيات القرانية التي يعد الله سبحانه وتعالى فيها بالجنات والنعم والعطاء والرحمة والمغفرة وتتناسب مع أيات الدعاء والابتهال ايضاً,هذه النغمة تندمج مع نغمة الصبا في الجواب واعلي منه (جواب الجواب) ومعظم قرآء القرآن يجيدونها بهذا الترکيب المتلائم وعلي رأسهم الشيخ مصطفي اسماعيل والشيخ محمود علي البناء وکامل يوسف البهتيمي و ...

وكما اسلفنا، هذا المقام ياتي به للتعظيم وللرفع من قدر الشيء ولذلك يستخدم في اناشيد الأطفال لكي يرفع من شأنهم ويقويهم ويبعث فيهم النشاط والقوة فنستطيع ان نقول هو مقام الملوك والأطفال !! )

ويستخدمه القراء في تلاوات التحقيق ( التجويد ) ويبدعون فيه ومن اشهرهم الشيخ مصطفى اسماعيل کما ذکرناه وتلاحظ انه يطعمه بشيء من النهاوند خاصة في الآية الأخيرة وهذا يدل على تمكن الشيخ وسيطرته الکاملة علي المقامات والنغمات ...

ولهذا المقام فروع متعددة ومن اهمها الجهاركاه وهوالذي يستخدمه القرآء في الغالب بل انهم قد يستعملونه اكثر من مقام العجم الأصلي والجهاركاه عبارة عن مقامين مقام راست ومقام عجم وكانك دمجتهما مع بعضهما البعض... والقراء نادراً ما يأتون بنمط العجم اثناء الترتيل وتلاوات الحدر مع ان طريقته سهله وجميلة اما المنشدين فهم أكثر من يأتي بمقام العجم واغلب الأناشيد قبل عشر سنوات نشدت بمقام العجم وذلك حينما كانت الأناشيد الجهادية والبطولية منتشرة تلك الأيام اما في التواشيح الدينية والاناشيد التي يُعظم فيها الله فهي تاتي كثيراً على هذا المقام ونکتفي بالتعرف للعملاق الشيخ طه الفشني مع مناجاته الشهيرة وهي على مقام العجم وذلك انها تعظيم للباري سبحانه وتعالي وايضا الشيخ محمد النقشبندي والمبتهل الفنان الکبيرالشيخ محمد عمران .

اضغط هنا لاستماع التلاوة

اضغط هنا لاستماع الموشح

مقام الرست :

وهو المقام الأساسي في المقامات كما يسمّى أبو المقامات ومن أشهر المقامات الشرقية

الرست كلمة فارسية تعني الإستقامة .. لذلك هذا المقام يمتاز بالأبه و الفخامة والإستقامة ويعبر بلحنه عن القدرة والاستقامة والهيمنة والصلابة علي هذا الاساس يرتبط بکل آيه تناسبه في هذا المعني والمفهوم و إن معظم القراء الکبار في مصر يستخدمون هذه النغمة العربية الاصيلة في تلاوتهم سواء کانت مجودة أو مرتلة فكلهم يقرأون بمقام الرست والبعض منهم ينتقلون من البيات البداية للرست مباشرة کالقارئ الشيخ المنشاوي والشحات محمد انور والشيخ غلوش ويتخذونه کمقام فنّي واسع ثمّ ينتقلون الي العجم او السيگا... ويستعمله أهل النشيد ويحبونه لما فيه من الإستعراض , ولأن مجاله واسع .. و يفضل استخدام هذا المقام عند تلاوة الآيات ذات الطابع القصصي أو التشريعي.. فهو من أفضل المقامات و أجملها- يسمي هذا المقام ايضا بملك المقامات ولهذا يقرا بعد کل مقام وهو ايضا مقام وسيع وکبير من ناحيه الفروع المتعدده وهو من اكثر المقامات التي تتلى في الترتيل وأكثر قراء العالم الإسلامي يقرؤون به مثل الشيخ محمد جبريل الذي أجاد هذا المقام وأبدع فيه مالم نسمعه من قبل لأي مرتل قرأ الرست بقرار وجواب وحتي بجواب الجواب بمثل ما قرأه الشيخ جبريل فانا أوصي اخوتي الاعزاء وجميع محبي قرائات الترتيل ان يلتزموا بطريقة الشيخ محمود خليل الحصري بدايتاً (مع العلم ان طريقته الهادئة في الترتيل تؤدي الي تعلم قواعد التجويد بشکل عملي کامل و رائع ) ومن ثمّ يواصلوا الطريقة بسماع قرائة الشيخ محمد جبريل لکي يتعلموا نغمة الرست بکاملها کما أوصي بسماع تلاوات الشيخ راغب مصطفي غلوش المعروفة وحفلاته الخالدة بنغمة الرست لأنه افضل من قرء الرست وسيطرعلي جميع جوانبها وفروعها مع العلم أنه کان متأثرا بطريقة ملك القراء الشيخ مصطفي اسماعيل وأخذ اسلوبه في البداية لکن بالتالي تمکن من وضع اسلوباً خاص له اشتهر به فيما بعد وذاع صيته کعملاق تفرّد بنغمة الرست بصوته الرخيم حتي عرف بها وصار يرکز في جميع تلاواته علي هذه النغمة ويعطيها حقها ومن اجمل ماقرأ: سورتي الرحمن والحاقة و...

اضغط هنا لاستماع التلاوة

اضغط هنا لاستماع الموشح

مقام النهاوند :

هذا المقام الشهير يمتاز بالعاطفة و الحنان و الرقة و« نهاوند» مدينة إيرانية نسب إليها هذا المقام و هو أقوى مقام يبعث إلى الخشوع و التفكر ويبث الفرح والسرور المعنوي .

نغمة النهاوند نغمة وجدانية تخاطب الوجدان , هي تخرج من القلب وتصل للقلب وتستخدم اکثر عند آيات الجنة وآلائهار وذکر نعم الله وحبه وثنائه والقصص القرآنية و... ؛ بالنسبة لنغمة النهاوند عند قراء القرآن , الشيخ مصطفي اسماعيل هو اشهر من يستخدمها وهو المبدع بهذه النغمة والمسيطر علي فروعها ثم الشيخ المنشاوي الذي اجاد هذه النغمة بکثير من تلاواته وتألق بها في کثير من حفلاته المعروفة وايضا الشيخ شعيشع النهاوند , كان يستخدمها قبل الدعوة الإسلامية المسيحيون في الكنائس لتعويذاتهم وأناشيدهم الدينية وفي زمن الاسلام عرفت هذه النغمة بعد البيات في مجال الأنشاد والموشحات الدينية اکثر من سائر النغمات لرقتها وجمالها وخاصة تأکيدها علي حالات الفرح والسرور, وهي نغمة جميلة جدا , بل أجمل الأنغام ,هذا رأيي في النهاوند, ولكم مثال من القرآن بالنهاوند للشيخ مصطفي اسماعيل وهو معرف رائع في غاية الروعة والجمال : بسم الله الرحمن الرحيم ...ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا علي القوم الکافرين ...الي آخر آية 252 من سورة البقرة .

وكثير من قراء تلاوات الترتيل ( التدوير ) يأتون به ومن اشهرهم الشيخ محمود خليل الحصري , ولكل قارئ من مصر له طابعه الخاص مع هذا المقام وذلك يرجع لقوة العاطفة والإحساس العميق , ولکن لو تستمع لطريقة الشيخ محمد صديق المنشاوي لتحس الى قوة احساس الشيخ وعاطفته الجياشة مع هذا المقام , وسر محبة الناس لصوت المنشاوي هو تفاعلهم وحبهم لتلاوة الشيخ على هذا المقام الذي يكاد الشيخ يجهش بالبكاء حينما يقرا به ...

ويستعمل هذاالمقام بالنشيد والتواشيح بمستوى متوسط أو ربما أقل من المتوسط وذلك لقوة عاطفته واحساسه المرهف وهذا صعب على كثير من المنشدين الذين غزوا الساحة الإنشادية وهم لايعرفون أبسط المبادئ في معاني المقامات وفن التعامل معها .

اضغط هنا لاستماع التلاوة http://www.ruqayah.net/audio/index.php?file=511

اضغط هنا لاستماع الموشح http://www.ruqayah.net/audio/index.php?file=514


مقام الصبا :

لعل مقام الصبا يكون من أكثر المقامات على الاطلاق شرقية، وهو مقام عاطفة وروحانية، فهو ينضح بالحزن والعاطفة، و يغوص بك أيها السامع الى عالم آخر، من المشاعر الجيّاشة، يأخذك الى حيث النغم الحزين...

وحيث تقف مع ذاتك، ولا يسعك أحياناً، إلاّ أن تشعر بأنك ملزم أن تهمر تلك العبرات، وتأخذ بنفسك إلى مكان ناء، لا يراك فيه أحد لتجهش بالبكاء....

نعم هذا هو مقام الصبا، الذي لا يكاد يكون له مثيل في المقامات الغربية، فهو مقام شرقي بل عربي، وهو مقام يمتاز بالروحانية الجيّاشة، و العاطفة والحنان، وهو أفضل مقام صوتي، يستطيع المقرئ أن يعبر من خلاله عن تفاعله مع الآيات، وذلك عن طريق استخدام الجواب و القرار، لذلك يحبذ للمقرئ أن يقرأ الآيات الروحانية، والآيات التي تتحدث عن أهوال يوم القيامة، وآيات العذاب و...

ومقام الصبا أيضا، مقام يحمل الشكوى، ويأتي به المنشدون كثيراً في أناشيد العزاء والرثاء، لمصائب المسلمين وغيرها , كان مقام الصبا في زمان العباسيين، يسمى (بكاء الرجال)، وعندما يدخلون على الحكماء، يوصون المتكلمين بالمراثي، أو المنشدين بنغمة (بكاء الرجال)، فهو يكرب القلب، كما يُعبر عنه العراقيون.

والصبا کما قلنا نغمة حزينة، تستخدم للمواضيع الحزينة, نعطيك مثالاً من القرآن الكريم : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم (( إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ ))….(سورة الواقعة/ 1-2-3 )، لاحظوا أن هذه النغمة حزينة، تستخدم لقضية معينة، تُذكر المستمع بالذي غفل عن ذكر الله مثلا, وفي القصيدة الحسينية كذلك، تأخذ مجالها في المراثي كثيرا .

اضغط هنا لاستماع التلاوة http://ruqayah.net/audio/index.php?file=520

اضغط هنا لاستماع الموشح http://ruqayah.net/audio/index.php?file=521

مقام البيات :

هو مقام سهل ممتنع , هادئ كالبحر العميق , يمتاز بالخشوع و الرهبانية، و به تُبدأ القراءة و به تنتهي، وهو ذلك المقام الذي يجلب القلب، و يجعله يتفكر في آيات الله البينات ومعانيها، ويسمى هذا المقام بأم النغمات، لاتساعه وکثرة فروعه المعروفة لدي القراء، والمنشدين والمبتهلين ( كبيات اللامي، والحسيني، والشوري، ومحير، وبيات النوا )، بيات: نغمة نستخدمها للأمر الطبيعي,( في الحقيقة لاهي حزن، ولا فرح ), تستخدم في اکثرالمواضيع, كأحكام الحج، والصلاة والصوم، والجهاد في القرآن، البيات هو المخرج، فترى أن القراّء أول مايبدأون به, لماذ؟ لأنه يحتوي على حلقة مناسبة للوصل، أما القرار فيبتدأ به للإلقاء دائما، وأجمل شيء في القرار، أن يبتدأ في أوله البيات، حتى يتسلط على جميع البحوث ، إن كان فرحاُ أو حزناً مثلا:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم (( كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً )).(سورة مريم / 1-2-3 ))، أجمل شيء أن ينتهي القارىء بالقرار، وليس بالجواب في مقام البيات لأنه جميل جدا ..

اضغط هنا لاستماع التلاوة http://ruqayah.net/audio/index.php?file=516

اضغط هنا لاستماع الموشح http://ruqayah.net/audio/index.php?file=517

مقام

المقامات الرئيسية

المقامات الرئيسية مجموعة كلها في هذه الجملة، (صُنع بسحر) (الصاد) الصبا ..(النون) النهاوند ..(العين) العجم..(الباء) البيات.. (السين) السيكا.. (الحاء) الحجاز…(الراء)الرست , علماً أن هناك اختلاف في حرف النون بين العلماء, قسم منهم يرى بأن هناك نغمة تسمى (النوى)، نابع من مقام النهاوند، والقسم الآخر يقول: أن النهاوند نابع من النوى, ولكن الأعم الأغلب يؤكدون أن النهاوند هو المقام الرئيسي, وهذا هو الاصح، إذن تلك هي المقامات الرئيسية، وتتفرع منها مقامات فرعية . 
تعريف المقام 

هو عبارة عن مجموعة من نغمات و أصوات مرتبة مبنية بعضها فوق بعض, أساسه (أوکتاف) کامل ذو ثمانية أصوات، إنّ المقام هو الأساس الذي تبني عليه الألحان .

تعريف الأوکتاف 

إن الأوکتاف ( الديوان ) يؤلف من ثمانية أصوات، وهذا الصوت الثامن المضاف يكون جواباً للصوت الأول الذي هو القرار، الأصوات : ( Do – Re – Mi – Fa – Sol – La – Si - Do )

تعريف الدرجة ( الإستقرار أو الرکوز ) 
إن المقام يمتلك مستقراً له , يعرف به ويدل به وينتهي به، ومثال ذلك: مقام الراست، الدرجة الأولي من سلمه، وهي نغمة ( صوت ) ( Do )، التي تميزه عن المقامات الأخري .

المقامات بأسلوبها توصل المعلومة للمتلقي, إذا كان بإسلوب فرح، أوأسلوب حزن، أوبإسلوب ترهيب، أوترغيب أوشيء عام, لهذا تُعتبر المقامات ضرورية جداً للمنشد، أوالرادود، أوقارىء القرآن، حتى يميز النغمة المطلوبة, والقصيدة الإرشادية لها نغماتها الخاصة, كذلك قصيدة الفرح لها نغماتها الخاصة, وقصيدة الحزن لها نغماتها الخاصة, وذلك لإيصال المعلومة إلى المتلقي، إن كانت بإسلوب فرح، أوإسلوب ترهيب، أوترغيب.

تمهيد لعلم المقامات

في البداية سنشرح للذين يتوجسون ريبة من المقامات والنغمات، ويعتقدون بأنها جاءت من أهل الغناء واللهو , وهذا ليس صحيحاً ...

الحقيقة أن المقامات، هي نغمات لحنية، إشتهرت عند أهل الأمصار والأصقاع الإسلامية, فاشتهر كل مِصْرٍ وقطْرِ بنغمته المشهورة، وصارت تُعرف بهم ، أقدّم مثالاً لذلك، مثلاً ( مقام الحجاز )، إشتهر هذا المقام عند أهل الحجاز، وهذه هي نغمتهم المعروفة عند قراءتهم للقرآن الكريم .
مثال آخر، نغمة البيات اشتهرت في العراق، وعرفت بالبيات لأنها قُرأت أو ابتُكرت من قبل قبيلة معروفة هناك، وهي قبيلة البياتي، حيث اشتُهرت بها، ولازالت هذه القبيلة موجودة إلى الآن ، وتفتخر بانتساب هذا المقام إليها .
وكمثال آخر هناك مقام أسمه النهاوند: وهذا المقام ينسب إلى بلدة تسمى ( نهاوند) وهي مدينة في إيران.
نستنتج من هذه الأمثلة، بأن المقامات والنغمات اشتُهرت أو عُرفت نسبة إلى بعض الدول أو المدن أو القبائل، حيث كان الطابع الأغلب لألحانهم على تلك المقامات، فيقرؤون القرآن حسب نغماتهم المشهورة عندهم .

تنبيه :

قبل أن نبدأ لابد من الإشارة، وهو أن هذه المقامات لابد أن توظف في مكانها المناسب، فلايصح أن نلحن انشودة رثاء بمقام الرست مثلا، أو مقام السيكاه، والمقام المناسب للأناشيد هو مقام الصبا، وسنشرح مع كل مقام مناسبته ومعناه.

ملاحظة أخيرة، لابد أن نركز عليها : وهي الإستماع الى أساتذة هذا الفن، والدروس التي تهتم بهذه المقامات .

يمكن لمن يطلب هذا العلم أن يسلك طريقين لتحصيله، الطريق الأول هو الطريق النظري، وهو يعتني بتبين النوتات الموسيقية على ورق الموسيقا, وفك طلاسمها, من صعود ونزول, وقرار وجواب, وحركات وسكنات, وعوائل وأجناس, وأصول وفروع الخ... وعندما يحصل الطالب هذه المطالب, يبتدئ بالتطبيق على الآلات الموسيقية (في أغلب الأحيان)، أو بواسطة الصوت من خلال الغناء، وهذا مايوقع الطالب في إشكال شرعي, لحرمة استخدام الآلات الموسيقية، وحرمة الغناء، لذا فالكثير من طلاب هذا العلم يسلكون الطريق الثاني.

أما الطريق الثاني، الذي ينمي في الطالب الأذن الموسيقية، بدفعه للإستماع المكرر إلى مقرئ يمتلك طبقة صوت متقاربة لطبقة صوت الطالب، فأصوات الناس مختلفة، بعضهم يمتلك صوتا رفيعا, وبعضهم يمتلك صوتا متينا فخما.

وعلى الطالب أن يعلم أولا، ماهو النوع الذي يتلائم وصوته وما حده، فهل صوته أقرب إلى القرار؟ أو الجواب؟ أو جواب الجواب؟ وهل يستطيع أن يقرأ بالقرار, ويصعد إلى الجواب, ومن ثم إلى جواب الجواب, أم أن صوته محدود، فلا يقدر إلا على القرار والجواب، لذلك عليه أن يكتشف خاصية صوته قبل أن يشرع بالتدريب, حتى لا يحمل صوته ما لا طاقة له, فيجرحه ويشوهه.

وبعد أن يجد الطالب مقرئا يناسب صوته, يجب أن يستمع إلى ترتيله أولاً, ويدمن الإستماع إليه, حتى يتمكن من تقليده في الترتيل، بعدها يبتدئ الإستماع إلى تحقيق (تجويد) مقرئه، وبعد أن تترسخ قراءات التحقيق في ذهن الطالب، يتدخل المعلم، ويعطي الطالب آيات لذاك المقرئ، مقروءة بمقام البيات مثلا، وعلى الطالب أن يحاول جاهداً، تقليد المقرئ بطرق شتي، حتى يتقن مقام البيات، بقراره وجوابه وفروعه، ومن ثم ينتقل إلى مقام آخر, كالرست، ويعيد الكرة حتى يتقنه، ومن ثم السيكا, وبعده الصبا, وبعده العجم, وبعده النهاوند, وأخيرا الحجاز.

وعلى الطالب أيضاً أن يسجل قراءته بين الحين والآخر ويستمع إليها, حتى يعلم إن كان هناك تقدم في أدائه, أو إن كانت هناك ملاحظات، تستوجب المبادرة إلى رفعها وتجنبها في القراءة مستقبلاً، ولا يجب على الطالب أن يتبع هذا الترتيب بالذات، بمعنى الإعتماد كلياً على هذا النمط من التعلّم، بل يجب عليه أن يتبع أذنه، فإن استساغت أذنه مقام النهاوند وأحبته وعشقته, فعليه حينئدِ أن يبدأ به أولا، وهكذا حتى ينهي المقامات السبعة، عندها؛ إذا استمع الطالب إلى آية من مقرئه, فسيعرف في الحال على أي مقام قُرأت، وهذه المرحلة من التدريب تأخذ وقتا طويلا, قد يعد بالسنوات، وبعد اجتياز هذه المرحلة, ستتكون لدى الطالب نظرة أكثر وضوحا.
تعريف بالشيخ محمد ترابي

ولد الشيخ الحاج محمد ترابي عام 1951م بمدينة الدار البيضاء، وقد كان والده رحمه الله شديد الحرص على تحفيظه القرآن الكريم حيث تفرس فيه ملامح تنم عن مشروع قارئ متميز، فالتحق بالكتاب ليحفظ القرآن و يتعلم مبادئ القراءة قبل أن يلتحق بالتعليم النظامي.

وفي سن السابعة بدأ رحلته مع تجويد القرآن الكريم، حيث بدأ يعود أذنه على سماع كبار القراء حتى يستأنس بهم و يستفيد أمثال الشيخ محمد رفعت و مصطفى إسماعيل و كامل يوسف البهتيمي و المنشاوي و غيرهم، ومن المغاربة عبد الحميد احساين و عبد الرحمن بن موسى و جابر الحياني عليهم رحمة الله تعالى أجمعين. كما تتلمذ في شبابه المبكر على شيوخ كبار تعلم على أيديهم أصول القراءة و فنونها امثال الشيخ أبو عبيدة المراكشي و الشيخ مولاي احمد الشريف العلوي و الشيخ عمر محسن و الشيخ عبد الحميد احساين.

وفي سنة 1962 كان أصغر مقرئ تسجل قراءته في الإذاعة. وعندما بلغ سن الرابعة عشر عين مقرئا رسميا بالمسجد المحمدي بالدار البيضاء حيث كان يجود القرآن قبل دخول الخطيب و يؤذن الأذان الثالث.

ولما قوي ارتباطه بالقرآن و استقام به لسانه انتقل إلى عالم فن الأصوات ليتتلمذ على يد كبار المنشدين أمثال عبد القادر ماصانو و بعض الأساتذة في مجال الصوتيات مثل الأستاذ عبد اللطيف بنمنصور و الأستاذ سعيد القادري و الشيخ عبد الحميد احساين و الشيخ عبد الرحمن بنموسى و الشيخ جابر الحياني، ومن خلال هذه النخبة من الأساتذة تحصلت للشيخ محمد ترابي شخصية فنية تجمع بين الإلقاء القرآني المنضبط بأحكام القراءة و الإلقاء الصوتي المتميز الذي يخضع للمقامات الصوتية بمدرستيها المغربية و المشرقية ، وأما عن عطاء الشيخ و إنجازاته فإن له مسيرة حافلة منذ طفولته ولازالت حتى الآن حيث شارك في لقاءات و مسابقات وطنية و دولية و سجل للإذاعة الوطنية ونذكر من ذلك مايلي:
افتتاح قرآني للدروس الحسنية من سنة 1996 إلى 2007
الصلاة بالملك الحسن الثاني سنتين 1997 إلى 1998
افتتاح البرلمان من سنة 1997 إلى 2005
افتتاح لجنة القدس
المؤتمر الإسلامي
الإفتتاح الأول للجنة التضامن
المشاركة في مهرجان الإنشاد الديني في الفاتيكان
تمثيل المغرب في مباراة تجويد بتونس 1974
عضو لجنة التحكيم في المسابقة الوطنية لتجويد القرآن الكريم من سنة 1997إلى 2003


غاية هذه المدونة

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ...وبعد

لقد قمت بطرح هذا هذه السلسلة من الدروس، كي يتسنى لعشاق القرآن خاصة المبتدئين منهم، تعلم وإتقان علم المقامات، والتي عادة مايُقرأ بها القرآن الكريم، والإتقان لهذه المقامات، إنما يأتي عن طريق الإستماع إلى دروس الأساتذة المختصين، وكذلك الإستماع المتكرر إلى مقاطع من آيات الذكر الحكيم، المقروءة بمقامات مختلفة، المجموعة في جملة صنع بسحر، وهي: الصبا، النهاوند، العجم، البيات، السيكا، الحجاز، الرست.
و خصوصا معرفة المقامات المغربية و المشرقية و الالمام بهما، و ساعتمد من اجل ذلك على دروس الاستاذ الشيخ محمد الترابي. و اتمنى ان تكون هذه المدونة عونا لكل محبي القرآن الكريم و الساعين وراء هذا العلم، و الله الموفق.